التقديم والتأخير في البلاغة | أغراض وأمثلة

 أغراض التقديم والتأخير في البلاغة 

تعتبر الأغراض في البلاغة من العناصر الأساسية التي تساعد على تحقيق فعالية التواصل اللفظي والكتابي، حيث تعمل على تحديد النواحي المختلفة للرسالة، وتقسيمها إلى مكوناتها المختلفة، وتوضيح ما ينبغي أن يتضمنه الكلام وما ينبغي أن يستبعد.

أغراض التقديم والتأخير في البلاغة
التقديم والتأخير في البلاغة | أغراض وأمثلة


تشمل الأغراض في البلاغة العديد من العناصر الأساسية، ومن أهم هذه الأغراض:


  1. الإيضاح: حيث تعمل الأغراض على تبسيط المعلومات الصعبة والمعقدة وتوضيحها للمتلقي بطريقة سهلة وواضحة.
  2. الإقناع: حيث تستخدم الأغراض لجذب الانتباه واستدعاء الاهتمام، وتحمل الرسالة الرئيسية بطريقة تناسب متلقي الرسالة.
  3. الإثارة: حيث تهدف الأغراض إلى إثارة الدافعية لدى المتلقي، وتجعله على استعداد للقبول والاستجابة للرسالة.
  4. التأخير: يشير التأخير في البلاغة إلى فترة التوقف بين الجمل الرئيسية في النص. وتستخدم هذه الفترات من التأخير الكتابي للراحة، الهدوء، والتركيز.
  5. الوضوح: حيث تعمل الأغراض على توضيح المعنى المراد والتعبير عنه في حدود اللغة المستخدمة.

وبغض النظر عن الأغراض الرئيسية بالبلاغة، يمكن استخدام الأغراض لتحقيق العديد من الأهداف الأخرى. يمكن استخدامها لتحديد الهدف الرئيسي من الرسالة، وتحديد الجمهور المستهدف، وأفكار الترتيب، وتركيب العبارات والجمل.

وتستخدم الأغراض أيضًا للتركيز على نقاط معينة من الرسالة وتحديد مدى أهميتها. وعندما يتم استخدام الأغراض بشكل صحيح وفعال، يمكن مساعدة الرسالة على تصل إلى المتلقي بطريقة فعالة وواضحة ولا تترك مجالًا للتفسيرات الخاطئة.

بشكل عام، تعتبر الأغراض في البلاغة جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في التواصل اللفظي والكتابي، حيث تعزز المفاهيم وتعمل على جعل الرسالة قابلة للفهم والتطبيق، وتساعد على بناء علاقات مؤثرة وفعالة.


التقديم والتأخير عن سيبويه

سيبويه هو عالم وأديب عربي ولد في السابعة الميلادية وعاش في القرن الثامن الميلادي. وهو عالم لغوي شهير اشتهر بدراساته في علوم اللغة ومُؤلف الكتاب المشهور "الكتاب" والذي يعد من أبرز الكتب التي كُتبت في اللغة العربية.

في كتابه "الكتاب"، تناول سيبويه موضوع التقديم والتأخير في اللغة العربية. وقد قسّمه إلى أربعة نواحٍ؛ وهي: التقديم والتأخير في الزمن، والتقديم والتأخير في المكان، والتقديم والتأخير في الكلام، والتقديم والتأخير في المعنى.

فيما يخص التقديم والتأخير في الزمن، فإن سيبويه يعرف التقديم بأنه عملية إعطاء الحدث الأقدم أو الأكثر سابقية في الزمن، الأولوية على الحدث الأحدث أو الأكثر حداثة، بينما يعني التأخير عكس ذلك.

فيما يخص التقديم والتأخير في المكان؛ فإن سيبويه يعرف التقديم بأنه عملية إعطاء المكان الأقرب أو الأكثر قُربًا أولوية على المكان الأبعد، بينما يعني التأخير عكس ذلك.

أما فيما يخص التقديم والتأخير في الكلام، ففي حالة التقديم، يجب أن يُذكر الكلام الأول قبل الكلام الثاني، وفي حالة التأخير، يجب أن يُذكر الكلام الثاني قبل الكلام الأول.

أما فيما يخص التقديم والتأخير في المعنى، فإن سيبويه يعرف التقديم بأنه عملية إعطاء المعنى الأقرب أو الأكثر تقاربًا للكلمة أولوية على المعنى الأبعد، بينما يعني التأخير عكس ذلك.

وبعبارة أخرى، فإن سيبويه أشار إلى أهمية مدى الزمن والمكان والترتيب الصحيح وكذلك المعنى في اللغة العربية. فالتقديم والتأخير هما جزء مهم من النظام اللغوي في العربية، والإهمال في هذه القواعد يؤدي إلى افتقار النص اللغوي إلى ترتيب سليم ويؤثر بشكل كبير على مقصود النص.

ومن خلال اشتغالاته على علم اللغة العربية، حقق سيبويه تثبيتًا كبيرًا لهذه القواعد النحوية والتي تنظم ترتيب الجملة وأداء الكلمات. ولا تزال هذه القواعد معتمدة حتى يومنا هذا في اللغة العربية. 


أغراض تقديم المسند إليه

يُعد المسند أداة مهمة في الكتابة الرسمية والشخصية، حيث يُستخدم في إظهار صحة ومصداقية النص وإبراز الأدلة التي تدعم الأفكار والموضوعات المطروحة. يتم تقديم المسند من قبل الكثير من الأشخاص والمؤسسات في مختلف الأنشطة والمجالات، وفي هذه المقالة سنتحدث عن أغراض تقديم المسند إليه.

  • دعم المواقف القانونية: يقوم العديد من المحامين بتقديم المسند كدليل قانوني لدعم المواقف التي يروجون لها أمام القضاء، وهذا ما يرفع من مصداقية موقفهم وصحة ما يروجون له.

  • الإثبات وتدوين الوقائع: يستخدم المسند في العديد من المواقف لتدوين الوقائع المهمة والأحداث الهامة. ففي حين لا يمكن حفظ الكثير من المعلومات في الذاكرة، يسهل الاعتماد على المسند لتدوين الوقائع المهمة والتي يمكن الرجوع إليها في وقت لاحق.

  • الدعم العلمي: يستخدم المسند في العديد من المواقف العلمية كدعم للاستنتاجات البحثية وتأكيد نتائج البحوث والدراسات المنفذة. وبذلك يصبح المسند وسيلة لإثبات الفرضيات والتأكد من علومية الدرسات والبحوث.

  • التأكد من الصحة الفنية والهندسية: يستخدم المسند في مجال الهندسة المدنية والعمارة والصناعة والطاقة للتأكد من صحة الأعمال والمشاريع والخطط العلمية، وذلك من خلال توثيق ما يتم العمل عليه ومراجعته بشكل دوري.

  • الرد على التشكيك: في حال التشكيك بما هو مطروح يمكن استخدام المسند للرد على هذا التشكيك، والتأكد مما هو مقصود من النص الأصلي وتقديم الأدلة والبراهين اللازمة لإزالة الشكوك وتحقيق الفهم الصحيح للموضوع.

في النهاية، فإن تقديم المسند إلى المستفيدين يهدف إلى تحقيق العديد من الأغراض الهامة التي تدعم مصداقية وصحة المعلومات والتأكد من العلومية والقانونية للفعاليات والأنشطة.


أمثلة عن التقديم والتأخير في القرآن الكريم 

يوجد العديد من الأمثلة عن التقديم والتأخير في القرآن الكريم، ومنها:

  • التقديم: في سورة البقرة، ذُكِرَ الإيمان والعمل الصالح قبل ذكر الهداية والتوجيه، حيث قال الله تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (البقرة: 2-3).

  • التأخير: في سورة الفجر، ذكر الجزاء والعقاب في الآخرة بعد ذكر نعم الله في الدنيا، حيث قال الله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ بِحِسَابِيَهْ، يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ، مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ" (الفجر: 78-89).

وهناك العديد من الأمثلة الأخرى في القرآن الكريم على التقديم والتأخير.

تعليقات