المعرب والمبني من الأسماء والأفعال - شرح تفصيلي

المعرب والمبني من الأسماء والأفعال

المعرب والمبني من الأسماء والأفعال - شرح تفصيلي
المعرب والمبني من الأسماء والأفعال - شرح تفصيلي

في اللغة العربية، يتم تصنيف الكلمات إلى معرب ومبني. وهذا التصنيف يعتمد على قدرة الكلمة على التغيير والإعراب أو ثبات شكلها وعدم التأثر بالعوامل المحيطة. في هذا المقال المطول، سنغوص في أعماق هذا الموضوع المهم، ونشرح بالتفصيل كل ما يتعلق بالمعرب والمبني من الأسماء والأفعال، وسنكشف عن أسرار اللغة العربية وقواعدها في هذا الجانب.

المعرب من الأسماء

يمكن تعريف الإعراب في اللغة العربية بأنه "تغيير يحدث في آخر الكلمة لسبب يقتضيه العامل، أو ما يقوم مقامه، أو الإعراب عن المعاني المقصودة". وبشكل أبسط، فإن الإعراب هو تغيير حركة آخر الكلمة لبيان حالها من الإعراب (الرفع، النصب، الخفض، الوقف) تبعاً لموقعها في الجملة وللعوامل المؤثرة عليها.

وتعد معظم الأسماء في اللغة العربية معربة، أي أنها تقبل التغيير في حركتها الإعرابية الأخيرة حسب موقعها في الجملة. ويتم إعراب الأسماء عادةً بالضمة للرفع، والفتحة للنصب، والكسرة للجر (الخفض)، والسكون للوقف.

ولنأخذ مثالاً على ذلك لفهم الموضوع بشكل أوضح: 

"حضر الطالبُ الدرسَ في الوقتِ المحددِ."

في هذه الجملة، كلمة "الطالبُ" معربة، وهي مضاف إليه مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخر الكلمة. وكلمة "الدرسَ" معربة أيضاً، وهي مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخر الكلمة. 

ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأسماء التي لها حالات خاصة في الإعراب، مثل: 

الأسماء الستة: "أبُوك، أَخُوك، حَمُوك، فُوك، هَنُوك، ذُو مالٍ". هذه الأسماء تعرب بالحركات الأصلية (الضمة، الفتحة، الكسرة) في حالة الرفع، وبالياء في حالة النصب والجر، مثل: "جاء أَبُوك - رأيت أَبَاك - سلمت على أَبِيك". 

الاسم المنقوص: وهو الاسم الذي يكون معرباً في حالة الرفع والجر، ولكن يكون مبنياً في حالة النصب إذا كان مفرداً معرفة، مثل كلمة "قاضٍ"، نقول: "القاضيُ عادلاً - شاهدت القاضِيَ - سلمت على القاضِيْ". 

الاسم المقصور: وهو الاسم الذي ينتهي بألف لينة، ويكون معرباً في حالة الرفع والجر، ولكنه يكون مبنياً في حالة النصب إذا كان مفرداً معرفة، مثل كلمة "صبي"، نقول: "الصبيُ مجتهدٌ - رأيت الصبِيَ - سلمت على الصبِيْ". 

المبني من الأسماء

على عكس الأسماء المعربة، فإن الأسماء المبنية هي التي لا تتغير حركة آخرها، بل تبقى ثابتة في جميع الحالات (الرفع، النصب، الجر). وتنقسم الأسماء المبنية إلى عدة أقسام، لكل منها أسبابه وقواعده الخاصة، وتشمل: 

الأسماء المبنية على الفتح: وتشمل الضمائر مثل "أنا، أنتَ، أنتِ، هو، هي، أنتما، هما"، وأسماء الإشارة للمفرد المؤنث مثل "تلك"، وأسماء الاستفهام مثل "مَن، ما"، وأسماء الشرط مثل "مَن، ما"، وأسماء الموصول مثل "مَن، ما"، وصيغة منتهى الجموع مثل "مساجد، مصابيح". 

على سبيل المثال: في جملة "أنا ذاهبٌ إلى المتجر"، كلمة "أنا" مبنية على الفتح في محل رفع مبتدأ. 

الأسماء المبنية على الكسر: وتشمل أسماء الإشارة للمفرد المذكر مثل "هذا، ذاك"، وللجمع المذكر والمؤنث مثل "هؤلاء، أولئك". 

مثال: في جملة "هؤلاء الطلابُ مجتهدون"، كلمة "هؤلاء" مبنية على الكسر في محل رفع مبتدأ. 

الأسماء المبنية على الضم: وتشمل بعض الأسماء الخاصة مثل "أُفٍّ، وَيْ، أَوَّهْ"، وبعض الظروف مثل "حيثُ، ثَمَّ، أَيْنَ". 

مثال: في جملة "ألقِ بها حيثُ ألقى موسى"، كلمة "حيثُ" مبنية على الضم في محل نصب مفعول به. 

الأسماء المبنية على السكون: وتشمل بعض الأسماء الخاصة مثل "غيرُ، غيرَى، شَتَّى، بُكرَى، أُخْرَى". 

مثال: في جملة "جاء غيرُه"، كلمة "غيرُ" مبنية على السكون في محل رفع فاعل.

شاهد ايضا المقال التالي: التمييز في النحو العربي - دليلك الشامل

المعرب من الأفعال

الفعل في اللغة العربية هو كلمة تدل على حدث يقع في الزمن الماضي أو الحاضر أو المستقبل، ويرتبط الفعل بزمن معين وبفعل يقوم به فاعل. والأفعال في اللغة العربية إما أن تكون معربة أو مبنية، وسنركز هنا على المعرب منها. 

والفعل المعرب هو ما كانت آخر حروفه حرف علة (الألف، الواو، الياء)، أو كانت آخره حرفاً صحيحاً غير مكرر وغير معتَلّ. وتتغير حركة آخر هذه الأفعال حسب زمن الفعل ونوعه (ماضٍ، مضارع، أمر) وحسب العوامل المؤثرة عليه. 

ولنشرح ذلك بمزيد من التفصيل: 

الفعل الماضي: وهو ما دل على حدث وقع في الزمن الماضي، وينتهي بالفتحة الظاهرة أو المقدرة، مثل: "ذهبَ، كتبَ، قالَ". 

مثال: في جملة "الطالبُ كتبَ الواجبَ"، كلمة "كتبَ" فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. 

الفعل المضارع: وهو ما دل على حدث يقع في الزمن الحاضر أو المستقبل، وينتهي في حالة الرفع بالضمة الظاهرة أو المقدرة، وفي حالة النصب بالفتحة الظاهرة أو المقدرة، وفي حالة الجزم بالسكون، مثل: "يكتبُ، يكتبَ، لم يكتبْ". 

مثال: في جملة "الطالبُ لا يكتبُ الدرسَ الآن"، "يكتبُ" فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. 

ومن الجدير بالذكر أن الفعل المضارع له حالات إعرابية خاصة في بعض الحالات، مثل: 

إذا اتصلت به نون النسوة، فإنه يُبنى على السكون، مثل: "الطالباتُ يكتبْنَ الدرسَ بانتباهٍ". 

إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، فإنه يُبنى على الفتح، مثل: "والله لَتُكَرِّمَنَّ الضيفَ - والله لَتُكَرِّمَ الضيفَ". 

إذا اتصلت به تاء الفاعل، فإنها تُضم إذا كان الفعل ماضياً، وتُفتح إذا كان مضارعاً، مثل: "كتبتُ الدرسَ - أكتبُ الدرسَ". 

المبني من الأفعال

الفعل المبني هو ما كانت آخر حروفه حرفاً صحيحاً مكرراً أو معتَلاًّ. والأفعال المبنية لا تتغير حركة آخرها، بل تبقى ثابتة بغض النظر عن العوامل المؤثرة عليها. وتنقسم الأفعال المبنية إلى عدة أنواع: 

المبني للمعلوم: وهو الفعل الذي يُنسب إلى فاعل قام به، مثل: "ذهبَ محمدٌ إلى المتجرِ". 

المبني للمجهول: وهو الفعل الذي لا يُنسب إلى فاعل محدد، بل يُنسب إلى المفعول به، مثل: "كُتِبَ الدرسُ بخطٍ جميلٍ". 

المبني على الفتح: ويشمل الأفعال الماضية، مثل: "ذهبَ، كتبَ، قالَ"، والأمر مثل: "اذهبْ، اكتبْ، قلْ". 

المبني على السكون: ويشمل أفعال الأمر التي تنتهي بألف، مثل: "ارمِ، اسعَ، ادعُ"، والأفعال المضارعة المجزومة التي لم يتصل بها شيء، مثل: "لم يذهبْ، لم يكتبْ، لم يقلْ". 

المبني على الضم: ويشمل أفعال الأمر المقصورة، مثل: "اذهبُوا، اكتبوا، قولوا"، والأفعال المضارعة المنصوبة التي لم يتصل بها شيء، مثل: "أن تذهبَ، أن تكتبَ، أن تقولَ". 

الخاتمة

في نهاية هذا المقال المطول، نكون قد غطينا بالتفصيل موضوع المعرب والمبني من الأسماء والأفعال في اللغة العربية. ونتمنى أن نكون قد قدمنا شرحاً وافياً لكل جانب من جوانب هذا الموضوع المهم. إن فهم الإعراب والبناء في اللغة العربية هو أمر أساسي لإتقان هذه اللغة الرائعة، ونتمنى أن يكون هذا المقال عوناً لكل مهتم بدراسة اللغة العربية وقواعدها.

تعليقات